العامل المتوفي احمد الكومي من منطقة الفوار، جنوب الضفة الغربية يبلغ من العمر اثناء وفاته 53 عاما وهو اب لتسعة اطفال ويعمل منذ صغره في إسرائيل في مجالات مختلفه. خلاف السنوات ال-13 الاخيرة كان يعمل في مجال التجارة وتوزيع البضائع في شركة تجارية من مدينة بئر السبع وكان يداوم بمركزها في مدينة القدس. كان تصريح العمل الذي كان يحمله احمد يوم وفاته لا يزال ساري المفعول لكنه لا يكفي في ظل اغلاق المعابر.
الحادث الذي ادى موته جرى في الاسبوع الماضي عندما حاول ان يدخل الى اسرائيل عبر الجدار الفصل بمنطقة الرام شمال القدس. في محاولة منه لاجتياز الجدار تسلق بواسطة سلم خشبي من الطرف الفلسطيني وكان المقرر ان ينزل بواسطة الحبل من الطرف الإسرائيلي. غير انه واثناء صعوده إلى اعلى الجدار تعرض لدوخة مفاجئة مما تسبب بسقوطه فورًا عن الجدار باتجاه الداخل الإسرائيلي من ارتفاع عال.
احد المواطنين الذي تواجد في المكان قام على الفور بالاتصال بالإسعاف الإسرائيلي وتم نقله إلى مستشفى المقاصد في القدس لتلقي العلاج. وقد مكث احمد في المقاصد ثلاث ايام فاقد للوعي وفي اليوم الرابع اعلن عن وفاته.
الجدير ذكره ان صاحب عمله كان قد كلف نفسه بزيارة العامل المصاب في المستشفى علما بانه مواطن يهودي اسرائيلي من منطقة بئر السبع. وتدل هذه الزيارة على العلاقة الطيبة التي كانت بين العامل احمد الكومي وبين مشغله.
في حادث مؤسف وخطير اخر بنفس اليوم اصيب العامل م.ع. باصابة خطيرة نتيجة اطلاق النار باتجاهه
اثناء محاولة دخوله إلى القدس من بيت لحم من خلال احد الفتحات في السلك الشائك وبعد دخوله تعرض لإطلاق نار من قبل حرس الحدود.
نتيجة اطلاق النار اصيب العامل برصاصتين بقدمه اليسرى ونقلته دورية الجيش الى احدى البوابات خارج السلك الشائك دون تقديم اي إسعافات له حيث قال له الجنود بان عليه ان يتصل بأحد أقاربه كي يأخذه من هناك للعلاج في المستشفى. وقام العامل م.ع. بالاتصال بأحد أقاربه والذي قام بنقله إلى مشفى بيت لحم لتلقي العلاج اذ قام الاطباء بتقديم العلاج له وعمل قطب جراحيه لاغلاق اماكن الرصاص بحيث كانت إصابته متوسطه تحتاج لنوع من الخياطة فقط. فيما بعد خرج العامل الى بيته في مدينة يطا. ويذكر مشغله علم بالاصابة ولم يبدي الاهتمام او الاستعداد لتقديم المساعدة وذلك بخلاف لصاحب العمل للعامل المتوفي احمد الكومي الذي اهتم به وزاره في المستشفى.
العمال الفلسطينين يعانون منذ اكثر من عام من البطالة القسرية بسبب إغلاق الحواجز ومنع دخولهم الى اماكن عملهم في اسرائيل. وبسبب حالة الفقر وفقدان مصدر الرزق يشعرون بالضيق والخنق وهم يشهدون اطفالهم دون الحد الادنى من الطعام والحاجيات الاساسية. وفي حالات عديدة يؤدي ذلك الى قرارهم الرهان على الدخول باية طريقة كانت الى داخل الاراضي الاسرائيلية كي يكسبون اجرهم في مكان عمل ولو بدون تصريح ودون ضمانات لحقوقهم ويهددون حياتهم للخطر. للاسف هذه الحالة الماساوية لم تدفع اية جهة رسمية او من المجتمع المدني الفلسطيني الى تبني قضية العمال وبقيت صرخة العمال في الهوى.
نحن في نقابة معًا نرى كواجب لنا كمناضلين من اجل حقوق العمال وكرامتهم بان نقف الى جانب العمال ونرفع صوتهم عاليا ونستمر في المطالبة لعودتهم الى سوق العمل الاسرائيلي لاننا مقتنعون بان مئات الاف العمال هم اناس يستحقون الحياة وليس هناك مبررا لمعاقبتهم وكذلك لاننا ندرك انه لا يوجد بديل واقعي عن العمال الفلسطينيين.