رغم أن المحكمة الشرعية أقرت مسؤوليته للاطفال، استمر التأمين الوطني بخصم نفقة الاولاد من حسابه، بينما مخصّصات الأولاد بقيت تُحوَّل إلى حساب طليقته. وهكذا وجد غسان نفسه بلا دخل ولا حقوق أساسية بعد فصله من العمل ودون أي دحل يضمن له ولأولاده الحد الأدنى من الاستقرار.
في هذا الوضع العصيب توجه غسان الى مكتب نقابة معًا في القدس، علمًا بانه كان على علاقة مع معًا من فترة طويلة. استقبلناه في مكتب معًا في بداية شهر تموز الماضي، وسرعان ما فهمنا أن هذه حالة نموذجية لإنسان قد خسر عمله وحقوقه معاً. بفضل متابعة دقيقة وعمل متواصل من قبل معًا تمكن غسان خلال أيام من الحصول على مخصّصات بطالة، بعد أن قُدِّمت الأوراق المطلوبة للتأمين الوطني.
كانت المعركة الأصعب تدور حول ايقاف خصم نفقة الأولاد من حسابه. حيث انه في البداية رفض التأمين الوطني الاعتراف بقرار المحكمة الشرعية، لكن مع متابعتنا في مكتب معًا نجحنا في إقناع التأمين الوطني الإعتراف بغسان كوالد مسؤول عن الاولاد, والتالي تم ايقاف خصم النفقة منه. بالإضافة الى ذلك نقل التامين الوطني مخصصات الاطفال من طليقته مباشرة إلى حسابه البنكي.
في وقت لاحق، وبسبب قلقه من عدم القدرة على شراء احتياجات المدرسة لأطفاله، ساعد طاقم معًا غسان أيضاً في تقديم طلب لمنحة التعليم المدرسي، وفي شهر آب تم إيداع المبلغ لحسابه البنكي، وتمكّن الأولاد من بدء السنة الدراسية مع كل ما يحتاجونه.
بالمجمل حصل غسان على أكثر من 16 ألف شيكل كمخصّصات بطالة، وعلى أكثر من 2000 شيكل كمنحة التعليم المدرسي لطفلين، وزيادة شهرية حوالي 500 شيكل في مخصّصات الأطفال ونفقة الاطفال لأب وحيد دون شريك.
بالنسبة لغسان وأطفاله كانت هذه نقطة تحوّل. بعد أن شعروا بالعجز والقلق اليومي، وصلوا الى مرحلة الاستقرار الاقتصادي الذي يسمح لهم بالنظر إلى المستقبل بأمل. روى غسان وهو في غاية التأثر قائلاً: “أشكر كل العاملين في مكتب معًا الذين يقدمون المرافقة الشخصية المخلصة ويقومون بمساعدة الجميع بغض النظر عن الإنتماء العرقي او الديني بلا استثناء وبلا تمييز” .
أمّا عيدن ليختنر، الذي تولّى قضيته في مكتب معًا في القدس اردف قائلًا: “إنّ إيجابية غسّان وحيويته دفعتاني إلى متابعة ملفّه بتفانٍ، ومكّنتاني من انتزاع حقوقه بسرعة. وفي أحد الأيام أحضر ابنته إلى المكتب، لأنّها أرادت أن تُريني الحقيبة الجديدة التي اشتراها لها والدها للمدرسة. لقد كانت تلك لحظة مؤثّرة جداً.”
تعتبر قصة غسان تذكيرًا هامًا بأن العراقيل البيروقراطية قد تزيد من ضيق الأزواج المنفصلين – نساءً ورجالاً – لكن النجاح هنا هو بمثابة الدليل بأن المرافقة المهنية ومتابعة الأمور بإصرار من الممكن أن تغيّر حياة الناس وتضمن لهم تحصيل الحقوق.