أنت لست وحيدة. استمعي إلى قصة علا، التي تمكنت، بمساعدة من الناشطات في مكتب نقابة معًا في القدس، من مواجهة صاحب العمل واستعادة حقها وكرامتها في مواجهة الاتهامات الكاذبة بالسرقة.
تعمل علا لسنوات عديدة في التنظيف وقد توجهت إلى مكتب نقابة معًا في القدس بعد أن اتهمها صاحب العمل بالسرقة واستدعاها لجلسة استماع قبل الفصل عن العمل.
بدأت القضية ذات يوم بينما كانت علا تعمل كعادتها في الوردية المسائية. اقترب منها شاب وسألها عما إذا كانت قد وجدت أحذية رياضية في المكان وردت عليه انها لم تجد الأحذية. لكن عندما عادت إلى غرفة تبديل الملابس لاحظت وجود حقيبة التي كانت بها الأحذية بالفعل. سارعت للبحث عن الشاب، لكنها لم تجده في المكان. بعد ذلك قامت علا بوضع الأحذية في مكان آمن بهدف إعادته إلى أصحابه وواصلت العمل كالمعتاد، لكنها نسيت الأمر فيما بعد.
وفي اليوم التالي، سمعت المسؤولة عنها بالقضية، فاستدعت علا إلى غرفتها، واتهمتها بالسرقة. أسرعت علا لتشرح للمسؤولة عنها ما حدث وأعطتها الأحذية بالطبع. ولكن على الرغم من أنه كان من الواضح أنها لم تكن لديها أي نية لسرقتها، إلا أن المسؤولة استمرت في اتهامها بالسرقة بل وعاملهتا بعدوانية وعنف لفظي وجسدي حتى وصلت علا ال حالة البكاء وطلبت من المسؤولة ان تترك مكان العمل وتعود الى منزلها رغم انه كان مقررا ان يستمر عملها لساعات اضافية.
في اليوم التالي عندما وصلت علا للمكان لمزاولة عملها اكتشفت بأن شخصًا آخر كان يعمل مكانها، وخبرها المدراء بانه عليها ان تترك المكان، الامر الذي ازعجها كثيرا. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، تلقت علا دعوة لحضور جلسة استماع ما قبل الفصل عن العمل.
دون شك كان هذا حدثًا مؤثرًا، اذ ليس من السهل أن تقف إمراة لوحدها في مواجهة مثل هذه الاتهامات من المسؤول في العمل ومن مدراء الشركة. لكن علا وجدت القوة في نفسها ولم تستسلم. وقد توجهت إلى فريق نقابة معاً في القدس الذي مثلها أمام صاحب العمل. فارسل مكتب معًا رسالة إلى صاحة العمل باسم العاملة، كما حاضرت مندوبة عن معًا جلسة الاستماع، مما ادى الى تراجع الادارة عن الاتهامات بحقها وتمت إعادتها إلى مزاولة عملها. بالمقابل وعلى إثر جلسة الاستماع تم توبيخ المسؤولة عنها بسبب تعاملها الخاطئ مع علا والقضية كلها.
الدرس الذي يجب ان نتعلمه هنا هو ان الوقوف بطريقة موضوعية وهادئة على حقوقكم كعمال من الممكن ان يقنع صاحب العمل ويدفعه الى التراجع عن قرارات ظالمة بحقكم. حتى ولو كان مدير معين الذي يتصرف بتعسف تجاهكم فهذا لا يعني ان الشركة كلها تقف ورائه ومن الممكن انتزاع حقك كعامل او كعاملة بالوقوف الصارم على الحقيقة.
اضافة الى ذلك هناك امكانية للاستعانة بفريق نقابة معًا الذي قام بتقديم المساعدة لعلا مما جعل صوتها مسموعًا. فاي عامل او عاملة يشعرون بظلم او تعسف بامكانهم التوجه الى نقابة معًا كي تقدم لهم المشورة الصحيحة والتشجيع.
في لحظة واحدة شعرت علا بالظلم لدرجة وكانت تخشى بانها ستطرد من العمل وان تتعرض سمعتها للتشويه وظلم. لكن وقفتها الشجاعة وقرارها التوجه الى نقابة معًا أتاح لها عرض قصتها والحصول على توضيح عادل ومنصف للحقائق. ومن المؤكد أن صاحب العمل لن يتصرف باستخفاف في المرة القادمة أيضًا.