واتصل أصحاب المركبات بالشرطة، وفي نفس الوقت اتصلوا بنقابة معًا التي تمثل العديد من العمال في المنطقة. في حديثهم مع معًا أفاد العمال أنه لم تتم سرقة أية مركبة كما لم تتم سرقة أغراض شخصية، اذ كان التخريب خارجياً فقط. الرسالة هنا واضحة: خلق الرعب والخوف لدى العمال و”إقناعهم” بهذه الطريقة على عدم الاستمرار بالعمل في المنطقة الصناعية ميشور ادوميم.
منذ عملية حماس الارهابية في 7 أكتوبر 2023، كان هناك جدل ساخن في إسرائيل بشأن استمرار تشغيل الفلسطينيين. ورغم عن أن دخول العمال إلى إسرائيل محظور حتى الآن، إلا أن الفلسطينيين يواصلون العمل كالمعتاد في مناطق الاستيطان بما فيها المنطقة الصناعية ميشور أدوميم. ويعتبر عملهم في المناطق الصناعية في الضفة مثابة الاثبات بانه لا يوجد في الواقع سببًا موضوعيًا لمنع دخول العمال إلى إسرائيل. ويبدو أن الاشخاص الذين حطموا زجاج المركبات في ميشور أدوميم الان يحاولون التأثير على أصحاب القرار بطريقة غير مباشرة، من خلال تخويف العمال ومنعهم من القدوم إلى المكان.
مشكلة عدم وجود ترتيبات لوقف مركبات العمال في ميشور ادوميم ليست جديدة: عدد المركبات الفلسطينية المسموح لها بالدخول إلى المنطقة الصناعية كان محدودًا دائما والنتيجة كانت منذ سنوات وجود مئات السيارات التي ياتي بها العمال من كل انحاء الضفة الغربية الى عملهم في المنطقة والتي تم تركها يوميا بالقرب من حاجز الدخول الى المنطقة الصناعية، دون ان تضمن لهم بلدية معاليه ادوميم مكانًا آمن لوقف السيارات.
في الماضي ومنذ عام 2020 توجهت نقابة معا عدة مرات الى المسؤولين في البلدية لترتيب الامر وفي المراسلات التي تمت بين البلدية ومعًا تبين ان هناك 450 سيارة تابعة لمواطنين فلسطينيين التي كان مسموح لها بالدخول الى المنطقة الصناعية قبل اكتوبر. ويعني ذلك انه وبموجب منع دخول السيارات الفلسطينية اليوم زاد عدد السيارات التي اجبر اصحابها على صفها خارج المنطقة واصبحت المشكلة متفاقمة.
بعد عملية التخريب الاخيرة الذي تعرضت له المركبات توجهت نقابة معا مرة اخرى المسؤولين في بلدية معاليه أدوميم والمشرفين على المنطقة الصناعية وطالبت بالتحرك العاجل لإيجاد حل.
باعتبارنا منظمة تمثل العديد من العمال في ميشور أدوميم وهي أيضًا على اتصال مع عدد لا بأس به من أصحاب العمل في المنطقة، يمكننا أن نشهد أن جميع الأطراف لديها مصلحة واضحة في إيجاد حل للمشكلة ومنع تكرار أعمال التخريب هذه من قبل عناصر متطرفة تسعى إلى المس بعمل الفلسطينيين في المنطقة الصناعية. ويجب على المسؤولين عن المنطقة الصناعية التحرك لمنع المتطرفين من فرض إملاءاتهم العنيفة على العمال وضمان سلامة العمال ومركباتهم.