ففي ذلك الصباح المشمس، وكأنه هدية من السماء، حدث انقسام لخلية نحل عن الخلية الأم، وبدأ السرب الجديد بالاستيطان في بيته الجديد في المزرعة أمام أعين النساء المندهشات. وقد غطى طنين النحل المتحمس على أصوات الإعجاب من الزائرات.
يُقام مشروع تدريب نحّالات الحرية، بدعم من جمعية سنديانة الجليل ومعاً – نقابة عمالية، للسنة الثانية في باقة الغربية وذلك تحت إشراف المعلم المتخصص، السيد يوسي أود. في الدورة الحالية التي انتهت باللقاء الاخير شاركن 12 امرأة يهودية وعربية من القرى والبلدات في منطقة المثلث، اذ تعلمن بها كيفية تربية النحل بطريقة بيوديناميكية. الزيارة الى مزرعة حرية النحل كانت المرحلة الاخيرة للدورة التي شملت خمس جلسات، وكانت الزيارة الى المزرعة التي تقع بالقرب من القدس، فرصة لتعلم التجربة العملية. أما اللقاءات الأربع السابقة فقد خُصصت للتعرف النظري على عالم النحل ومكانته في دورة الحياة.
التجربة العملية في المزرعة عززت فهم النساء لبنية الخلية، وكيفية العناية بها، وكيفية مساعدة النحل على التغلب على تقلبات الطقس والأعداء الطبيعيين الذين يهددون خلية النحل. وفي نهاية الدورة ستحصل النحّالات الجدد على شهادة إنهاء تؤكد مهاراتهن في تربية النحل.
خلال الزيارة اجرينا مقابلات مع بعض المشاركات وفيما يلي اقوالهن:
زُهار شارون نشري تقول بانها جاءت الى دورة النحّالات من مجالات العلاج والتعليم والبيئة الإنسانية والطبيعية، وهي معالجة نفسية ترى في النحل مصدر إلهام لفهم علاقة الجسد-العقل-الروح. في حديثنا مع زهار قالت: “منذ سنوات والنحل يناديني، وأردت أن أكون على تواصل معه. كانت دورة يوسي أود فرصة رائعة للتعرف على هذا المجال. لقد جلب يوسي معه حضورًا خاصًا ومعرفة واسعة. من الممتع الاستماع إليه والتعلم منه. وكان التعلم ضمن المجموعة المشتركة ممتعًا ويوسع الآفاق.”
وعن زيارتها لمزرعة حرية النحل، قالت زهار: “أخيرًا رأيتهن عن قرب، ولمست، وتغلبت على الخوف، وشعرت بالدهشة من هذا المخلوق! كنا محظوظات وشهدنا استيطان سرب نحل! وقفت في وسط دوامة من النحل واستمتعت بطنينهم القوي – كان ذلك مذهلاً! وأنا أتطلع بفارغ الصبر إلى استمرار العلاقة مع النحل، لنوفر لهم ولنا فرصة للعيش أقرب ما يمكن إلى الطبيعة.”
لطيفة شِبَطي، وهي مربية أطفال سابقة وتدير اليوم مشروعًا تربويًا صغيرًا في قرية كفر قرع، رغبت في توسيع آفاقها. وهي تخطط لنقل المعرفة التي اكتسبتها إلى الأطفال الذين يشاركون في الأنشطة التي تنظمها في الروضات والمدارس في قريتها. لطيفة: “اليوم تعلمت الكثير، واستلهمت من رقة النحل وصبره. كذلك، فإن اللقاء المتجدد مع نساء المجموعة في مزرعة حرية النحل كان مفرحًا جدًا. كل واحدة منا ستخصص الآن وقتًا وتفكيرًا لخلية نحلها، ولمساهمتها في تحسين كوكبنا. وأنا أتطلع إلى لقاءات قادمة مع المجموعة وتعزيز الروابط بيننا.”
تالي لنداو، وهي تعمل في مجال التعليم والبيئة، شاركت تجربتها من الزيارة في مجموعة الواتساب الخاصة بالنحّالات: “اسمعوا! عدت إلى البيت بحماس شديد اذ كان يومًا يفتح العيون والقلوب. أرغب في إخبار العالم كله، ليعرف هذا السحر، وليفهم أن النحل كائن طيب ومهم وغير خطير على الإطلاق. النحل يعاني من دعاية سيئة جدًا، ولهذا السبب أيضًا دورتنا مهمة للغاية. لقد نقلت حماسي لصديقتي، وهي الآن تريد التسجيل في الدورة القادمة.”
وفاء طيارة، هي مديرة فرع باقة الغربية في معًا ومنسقة مشروع النحّالات، كانت في قمة السعادة. فلم تصل فقط جميع خريجات الدورة الثانية إلى اللقاء، بل انضمت إليهن أيضًا ثماني نساء من الدورة الأولى اللواتي أصررن على العودة إلى مزرعة حرية النحل.
وفاء: “تشكيلة مجموعتنا ليست أمرًا مفروغًا منه. نحن، نساء يهوديات وعربيات، نعيش في خضم حرب صعبة تمزقنا. ورغم ذلك، وجدنا القوة لمدّ يد العون لبعضنا والبحث عن شفاء من خلال إصلاح بيئتنا. رغبتنا في التعرف على بعضنا والعمل معًا من أجل خلق واقع من السلام لا تقل أهمية عن رغبتنا في مساعدة النحل على الاستمرار في البقاء في عالم مليء بالعقبات. الصراع واحد وحق الحياة هو حق للجميع.”