يطرح التقرير تحليلًا معمّقًا حول التبعات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة لهذا الإغلاق الشامل، مؤكدًا أن تأثيراته لا تقتصر على العمال والمجتمع الفلسطيني فحسب، بل تمتد لتشمل قطاعات حيوية في المجتمع الإسرائيلي، ولا سيما قطاع البناء.
بعد التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مطلع تشرين الأول، تدعو معًا النقابية السلطات الإسرائيلية إلى فتح المعابر والسماح بعودة 200 ألف عاملة وعامل فلسطيني إلى سوق العمل الإسرائيلي. القرار القاضي بمنع دخول العمال تم إتخاذه قبل أكثر من عامين، ويمكن الآن تقييم نتائجه المدمّرة: سواء من حيث الضرر اللاحق بالعمال الذين فقدوا مصدر رزقهم الوحيد، أو من حيث الأضرار الجسيمة التي لحقت بقطاع البناء في إسرائيل الذي اعتمد لسنوات طويلة على قوة العمل الفلسطينية.
نحن في معًا ندرك أن الواقع الحالي معقّد للغاية، لكننا نعتقد أن قرارًا إسرائيليًا بالسماح بدخول عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل ستكون له نتائج إيجابية ستفيد الجميع. على المدى المتوسط والبعيد، سيساهم هذا القرار في تحسين الأجواء العامة وبثّ الأمل في السلام والاستقرار.
بوصفنا نقابة عمالية وقفت منذ سنوات دفاعًا عن العمال الفلسطينيين، وعملت بلا كلل للمطالبة بحقوقهم أمام أصحاب العمل والسلطات الإسرائيلية، اتخذت نقابة معًا موقفًا واضحًا ضد هجوم حماس الإرهابي في 7 أكتوبر 2023. في الوقت نفسه عارضت النقابة بشدة الأصوات المتطرفة في إسرائيل التي عمّمت الاتهام على جميع الفلسطينيين وبرّرت بذلك العقوبة الجماعية التي فرضتها الحكومة على العمال الفلسطينيين.
منذ اليوم الأول للحرب، برزت معًا كصوت رائد – بل الوحيد فعليًا – الذي رفع دعوة واضحة ضد الإغلاق باعتباره إجراءً تعسفيًا لا مبرّر له، ودعت بوضوح إلى إعادة العمال إلى سوق العمل الإسرائيلي.
أهم محاور التقرير
يُلخّص التقرير العمل الميداني المكثّف الذي قام به الطاقم التابع لنقابة معًا على مدار عامين، ويصف آثار سياسة الإغلاق على العمال أنفسهم، وكذلك على الحالة الاقتصادية للسلطة الفلسطينية. كما يسلّط التقرير الضوء على فقدان صوت العمال على الساحة، إذ يبدو أنه، وبالرغم من دورهم الاقتصادي والاجتماعي المركزي، يفتقر العمال الفلسطينيون إلى أي نوع من التمثيل وغالبًا ما يُهمّشون في الخطاب العام.
معًا هي نقابة عمالية إسرائيلية ذات دور فريد في منظومة علاقات العمل في البلاد، كونها توحّد في صفوفها العمال الإسرائيليين والفلسطينيين على أساس المساواة الكاملة. ومنذ تأسيسها في أيار 2000، تلتزم معًا بالمبدأ النقابي الذي يتعامل مع جميع العمال دون أي تمييز على أساس قومي أو ديني أو عرقي أو جنسي.
نقابة معًا تدرك أن نضال العمال لا يمكن فصله عن السعي العام نحو حلّ سلمي للقضية الفلسطينية، فالنضال ضد العنصرية والتطرّف في إسرائيل سيبقى محدودًا ما لم يكن هناك شريك فلسطيني قوي في الجهود الرامية إلى إعادة العمال والى السلام بين الشعبين.
- معدّ التقرير، أساف أديب، يشغل منصب المدير العام لمعًا – نقابة عمالية منذ تأسيسها، وكانت له خلال العامين الماضيين مساهمة كبيرة في الحملة من أجل إعادة العمال الفلسطينيين إلى سوق العمل الإسرائيلي.
للاطلاع على التقرير الكامل اضرطوا هن
عمال فلسطينيون يتحدثون عن الدور الفريد لمعًا
بدوي أبو جويعد
أتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى نقابة معًا العمالية على جهودها الكبيرة في التواصل المستمر مع العمال الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وطرح قضاياهم العادلة في المؤسسات والإعلام. لقد كان لها دور فاعل في مساعدة العديد من العمال في حلّ مشاكلهم خلال فترة الحرب، ورفع صوتهم في المحافل المحلية والعالمية، خصوصًا في الكنيست ولجانها. وبصفتي ناشطًا عماليًا، أؤكد تقديري العميق لما تبذله النقابة من جهود مخلصة لدعم العمال الفلسطينيين وحقوقهم.
أكرم الطل
أقدّم الثناء والاحترام لنقابة معًا على جهودها المستمرة مع العمال من أجل تحسين ظروف عملهم.
معاذ وريدات
كل الاحترام لنقابة معًا ولدورها في مساعدة العمال دائمًا في كل المواقف والظروف، آملين منها الوقوف معنا كما تعودنا لكي نعود إلى أماكن عملنا قبل الحرب.
رؤوف العدرة
نقابة معًا العمالية كانت اسمًا على مسمّى، فمنذ اللحظة الأولى من إغلاق المعابر ومنع العمال من الدخول إلى أماكن عملهم وهي تقف إلى جانبهم، وأخذت على عاتقها مسؤولية حملٍ صعبٍ في مساندتنا بشتى الطرق، سواء إعلاميًا أو عمليًا أو عبر المطالبات العالمية والمحلية بفتح المعابر أو تقديم يد العون لنا. لقد كانت نقابة معًا مهتمة أيضًا بتكثيف الضوء الإعلامي على العمال ونقل معاناتهم إلى العالم أجمع، ومتابعة أوضاع المصابين والمعتقلين منهم عن قرب. كل الحب والاحترام لنقابة معًا ولمَن مثلها على جهودهم الجبّارة.




