عشرون عامل فلسطيني من سكان مدينة اريحا ومناطق السلطة الفلسطينية المجاورة تنظموا مؤخرا في اطار نقابة معا بهدف تحسين شروط العمل في مصنع لانتاج الاثاث في المنطقة الصناعية الاستيطانية ميشور ادوميم. العمال الذي يعمل بعضهم هناك منذ اكثر من عشر سنوات لا يحصلون على ابسط حقوق العمال مثل قسيمة الاجر وايام مرضية وعطلة وتقاعد. ويشكون العمال بسبب اجورهم المتدنية التي تتراوح بين 90 شيكل في اليوم للعامل الجديد وبين 200 شيكل لعمال القدماء علما بان يوم العمل في المصنع الذي يمتد الى 8.50 ساعة يجب ان يدفع مقابله حسب قانون الحد الادنى للاجور 196.50 شيكل يوميا.
في اللقاء الذي اجروه ناشطو نقابة معا العمالية مع اغلبية العمال الذين انضموا الى النقابة تحدث العمال عن ظروف عملهم الصعبة. على سبيل المثال تنزل مياة المطر في الشتاء الى قاعة الانتاج ويعاني العمال من البرد القارص بينما في شهور الصيف تصل درجة الحرارة الى 40 درجة ولا توجد اية وسيلة لتبريد المكان.
في موضوع الوقاية هناك استهتار في الاوامر التي تحفظ صحة وسلامة العمال فدخول مياة الامطار الى قاعة الانتاج تخلق بشكل تلقائي خطر بسبب استعمال الكهرباء في ضغط عال. العمال لا يحصلون على ملابس عمل او كنادر ملائمة وليست هناك كفوف واقية او نظرات تحمي العيون من الاصابات. ويبدو ان اصحاب المصنع وهم مواطنين يهود من القدس يعملون بموجب المنطق الذي يوفر كل شيكل اضافي كي يبقى بجعبتهم القسم الاكبر من الربح.
حسب اقوال العمال تحترم بعض المصانع الكبرى في المنطقة القانون ويحصل العمال هناك على اجور وحقوق بموجب القانون الاسرائيلي بينما يستمر عدد كبير من المصانع بما فيها مصنع “ليفي” بتعامل مع العمال وكانهم خارج نطاق القانون ولا تحترم الحد الادنى من حقوق العمال. ويذكر انه منذ قرار المحكمة العليا من عام 2007 يجب ان يحترم المشغلون الاسرائيليون في المناطق الصناعية التابعة للمستوطنات كافة حقوق العمل الاسرائيلية حتى لو كان العامل يعمل في مصنع بملكية خاصة. وقد ادى ذلك الى وصول بلدية معاليه ادوميم الى اتفاق مع عمالها الفلسطينيين بشان حقوقهم خلال السنوات الاخيرة الامر الذي تمكن من خلاله العمال من الحصول على التعويض الكافي.
يذكر ان تنظيم العمال الفلسطينيين في نقابة العمال معا وتاسيس لجنة عمالية الاولى من نوعها يعبران عن الغضب الشديد لدى العمال جراء طريقة التشغيل المجحفة التي تنتهج بحقهم منذ سنوات طويلة حيث عبروا العمال عن رفضهم بمواصلة طريق العذاب الذي مروا به حتى الان. يذكر ان العمال توجهوا في الماضي الى الهستدروت التي مارست موقفا سلبيا وتقاعست في متابعة قضيتهم امام المشغل.
وقد جاء توجههم الى نقابة معا في اعقاب المعركة الذي قادته النقابة مع عمال كسارة سلعيت وتدخلها لصالح عمال مصنع “اكستال” الذي يقع في منطقة ميشور ادوميم الصناعية. خلال هذه المعارك بنت نقابة معا اسمها كنقابة عمالية مخلصة لحق العمال والتي تقف قلبا وقالبا مع العمال الذين يتنظون في صفوفها وتعرف كيف تضمن حقوقهم.
ويقول النقابيان ايرز فاغنر واحمد فاهوم المسؤولان عن متابعة قضية العمال في مكتب النقابة في القدس – ان عمال مصنع الاثاث “ليفي متيخيت” مصرون على مواصلة عملية التنظيم حيث تم توقيع 18 عامل من اصل 20 على مستندات العضوية في النقابة. وفي موجب القانون الاسرائيلي يعتبر توقيع اكثر من ثلث العمال في الشركة على مستندات العضوية مثابة الدليل بان النقابة اصبحت النقابة التمثيلية في المكان وانه على صاحب العمل السماح لها باجراء انتخابات ومقابلة العمال داخل مكان العمل وفتح مفاوضات بهدف ابرام اتفاق جماعي بخصوص حقوق العمال واجورهم.
في المرحلة الحالية ينتظر العمال والنقابة رد فعل صاحب العمل على الرسالة التي وجهها اليه مدير النقابة ومن المقرر انه في الاسابيع القريبة ستكون هناك تتطورات في المعركة لتنظيم العمال.