ابتداء من هذا الموعد سمحت السلطات بتشغيل العمال الفلسطينيين فقط بما سمي “الشركات الحيوية” وهذا التصنيف شمل العاملين في المستشفيات ومصانع الغذاء وبعض الفنادق وكان عدد العمال الذين يعملون بموجب هذا الترتيب (في الشركات الحيوية) نحو 8000 عامل فقط من اصل 120 الف عامل الذين كانوا يعملون في اسرائيل قبل 7 اكتوبر. (12 الف عامل اضافي يعملون منذ شهر نوفمبر تشرين ثان 23 في المناطق الاستيطانية في الضفة الغربية).
اللافت بانه فرعي البناء والزراعة الذان كان يعمل بها نحو 100 الف عامل قبل الحرب لم يُسمح بها تشغيل الفلسطينيين رغم الاضرار الكبيرة التي لحقت باصحاب العمل الاسرائيليين جراء هذا القرار. بطبيعة الحال معاناة العمال الخطيرة لم يتم الاهتمام بها علما بان العمال الفلسطينيين ليس لهم تامين بطالة وبقيوا خلال 9 شهور دون مصدر رزق ودون تامين صحي.
الان وكما اسلفنا هنا، تم اضافة فرع الزراعة الى العمل الحيوي وبالتالي من المقرر ان يتمكن اصحاب المزارع الذين كانوا يشغلون الفلسطينيين قبل بدء الحرب من تشغيلهم مجددا بموجب التعليمات التي تم نشرها مؤخرا. عدد العمال الذين ستسمح السلطات بدخولهم بموجب الاجراء الجديد لم يتم نشره، علما بانه قبل الحرب كان يعمل في الزراعة ما يزيد عن 16 الف عامل فلسطيني بشكل دائم اضافة الى نحو 10 الاف عامل في مواسم القطيف الخاصة (الحمضيات والزيتون والخيار).
نقابة معًا ترى بالقرار الجديد مثابة خطوة صغيرة لكنها بالإتجاه الصحيح مع انها برأينا بعيدة جدا عن تلبية الحاجة الماسة للعمال الفلسطينيين وخاصة في فرع البناء بالعودة الى اماكن عملهم.
نحن نلفت انتباه السلطات الى الاخبار التي تنص على دخول نحو 40 الف عامل فلسطيني الى اسرائيل خلال الشهور الاخيرة بطرق التفافية او عبر الفتحات في الجدار او بواسطة تصاريح من انواع مختلفة. واضح تماما ان هناك عدد كاف من اصحاب العمل في اسرائيل الذين يغامرون في مخالفة القانون ويشغلون هؤلاء العمال. من هنا نستخلص بان قرار الحكومة القاضي بتشغيل عمال الزراعة ما هو الا اعترافا بفشل سياسة الاغلاق المطلق وبالتالي يعتبر ذلك مؤشرا لتغيير شامل في السياسة.
اضافة الى ذلك نرى بانه امكانية وصول الحرب في غزة الى نهايتها مع التوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار من شأنها ان تدفع باتجاه ايجابي بكلما يخص عودة العمال الى اسرائيل.
بكل الاحوال نستمر في نقابة معًا في الاتصالات مع كل الجهات لضمان عودة العمال كون هذا المطلب براينا ركيزة هامة لإفشال مخطط القطيعة التامة وشيطنة الطرف الاخر – وهو مخطط يعتمده للاسف المتطرفون من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني في آن.