ضجّ فرع الزراعة في شهر تشرين الثاني الأخير، عندما أعلن أصحاب المزارع عن إضراب في الفرع. طالب المزارعون باستيراد 3000 عامل إضافي إلى البلاد من تايلاند. وكان ادّعاؤهم كالعادة، نقص الأيدي العاملة وأنّ العمّال الإسرائيليين لا يريدون العمل في الدفيئات الزراعية بسبب الحرارة العالية.
الجهة الوحيدة التي وقفت ضد ادعاء المزارعين كانت نقابة “معًا”، التي نجحت في اختراق الرأي العام الاسرائيلي عندما قدمت قائمة بألف امرأة عربية معنية بالعمل في الزراعة، وأنّ 250 من العضوات في النقابة يعملن في الزراعة بصورة منظّمة. بذلك، فندت معا ادعاءات المزارعين، ودعت الى استيعاب العاملات العربيات في المزارع وتشغيلهن مع كامل الحقوق.
وفاء طيّارة، مركّزة “معًا” في فرع باقة الغربية، تحدّثت باسم النقابة في الكثير من وسائل الإعلام المركزية، منها برنامج “عيرڤ حداش”، إذاعة “چلي تساهل” وريشت بيت والصحافة المكتوبة مثل “واي نت” و”هآرتس”، وأوضحت بأنّ سبب الضجّة التي يثيرها المزارعون هو رغبتهم في تشغيل عبيد مقابل 13 شيقل في الساعة، يمكثون في المزرعة 24 ساعة في اليوم، ورفضهم الدائم قبول اقتراحات “معًا” بتشغيل عاملات إسرائيليات مقابل الحد الأدنى للأجور (20,70 شيكل للساعة). وأوضحت طيّارة “أنّنا بصدد كارثة اجتماعية تتمثّل في عدم اندماج %83 من النساء العربيات في سوق العمل، الأمر الذي يسبّب الفقر الشديد في المجتمع العربي، وأنّ سياسة الحكومة تحدّ من احتمالات اندماج النساء العربيات في العمل، التي تفضّل مواصلة تقديم دعم مالي للمزارعين من خلال استيراد أيدٍ عاملة رخيصة من تايلاند، وتواصل تجاهل ضائقة النساء العربيات”.
كجزء من النضال الجماهيري، أصدرت نقابة “معًا” تقريرا حول الموضوع للجنة العمال الأجانب في الكنيست اشتمل على تفاصيل توجه النقابة للعديد من المزارع واقتراحها تشغيل عاملات عربيات في الفرع، ونجاحها في تجنيد حوالي 250 امرأة في الوقت الحالي. وشارك مدير عام نقابة معًا اساف اديب في جلسة اللجنة التي عُقدت في 29/11. ورغم الحضور المكثّف لمندوبي المزارعين في الجلسة نجح مندوب “معًا” السيد أديب في الحصول على تأييد لموقفه من جانب جهات اقتصادية بما فيها موظّفو وزارة المالية ووزارة الصناعة والتجارة والتشغيل. وقد تمّ تبنّي النقاط الأساسية التي تضمّنها بيان “معًا” في مستند رسمي صدر عن مركز المعلومات والأبحاث التابع للكنيست في هذا الموضوع.