وعندما افتتح اللقاء المؤسس ومدير المشروع، السيد يوسي أود، قال: “أريد أن أشعل شمعتين، شمعة لكل من تحتاج إلى نور، وشمعة اخرى لنساء قبيلة الجهالين، اللواتي مُنِعن من الوصول إلى هنا على يد الإدارة المدنية.”
كلمات يوسي أود كانت في الصميم لانها سلطت الضوء على قضية اساسية في معركتنا من اجل السلام: لما نخوض نضال لا هوادة للحفاظ على الإنسانية في ظل حرب دامية، نقف ايضا بحزم ضد الإجراءات التعسفية التي تتخذ بحق اخواتنا في المناطق الفلسطينية.
كرد على الظلم الذي لحق بنساء قبيلة الجهالين ومنعهن من الوصول الى الاحتفال بتل ابيب قررت إدارة “النحل من أجل السلام” ألّا تستسلم. إذا لم تتمكن نساء الجهالين من القدوم إلى تل أبيب، فإن نساءنا سيذهبن إليهن!
وفي أسبوع حار بشكل خاص من شهر تموز، انطلقت ست نساء من مجموعة العسل في منطقة المثلث – وهن خريجات الدورات التي أُقيمت برعاية نقابة معًا وسنديانه الجليل لزيارة النساء في منطقة الجهالين. وكذلك شارك في الزيارة مدير للمشروع يوسي أود، اذ عقد هناك لقاءًا مميزًا مع نساء مجموعة العسل من قبيلة الجهالين في قرية الخان الأحمر شرق مدينة القدس.
كما هو معلوم، تقع قرية الخان الأحمر في المنطقة “ج”، ولذلك فإن سكانها الذين يحملون بطاقات هوية التابعة للسلطة الفلسطينية يخضعون مع ذلك الى ادارة مدنية اسرائيلية.
وقامت النساء من الخان الاحمر المشاركات بالمشروع، وهن اثنا عشر سيده، بإستقبالنا بحفاوه كبيره وبترحاب ببيت احدى السيدات. وبداية اعربن عن سعادتهن البالغة وامتنانهن بالزياره. بعد ذلك اخذتنا الى جوله لمشاهدة خلايا النحل التابعة لهن. بعد ذلك قمنا بورشه مشتركه بين المجموعتين لصنع كريم للبشره من منتجات العسل بتوجيه المعالجه الطبيعيه بسم النحل السيده طال لنداو وهي متخصصة بإستخدام سم النحل لاهداف طبية. ومن ثم قدمت السيدات وجبه مشتركه تناولتها المجموعتان معا.
خلال الزياره قامت السيده نجمه كبها بايصال سلام وتمنيات المجموعة ككل وتقديم نبذة عن معَا وسنديانة الجليل ومشروع نساء العسل بالمثلث. بالمقابل قامت نساء الجهالين بالشرح عن ظروف المعيشه والصعوبات اللتي يواجهونها، من الناحيه الاقتصاديه والاجتماعيه وبكل ما يتعلق في ظروف السكن والوضع الأمني ..
ممكن ان نقول بانه هذه الزيارة كانت بالنسبة لنا بمثابة وكأننا سافرنا عبر الزمن وعدنا الى ما قبل اكثر من مئه عام حيث ان الظروف الحياتيه اللتي رأيناها بأم اعيننا كانت بمثابة صدمه كبيره لجميعنا وأثارة بداخلنا مشاعر الحزن، الخذلان والألم، حيث اننا في سنة ال 2025 وما زال قرى كامله تعيش بدون كهرباء، بدون ماء بدون انترنيت. سكان منطقة الجهالين يسكنون البراكيات اذ تمنع عنهم الادارة المدنية والجيش توسيع مساكنهن بغرفه حتى ولو كانت من الاسكوريت، فهو اكبر احلامهم ليستطيع ابنائهم الزواج بغرفة خاصه بهم، بالاضافه الى مضايقات المستوطنين الدائمه بالتعرض للنساء والاطفال بالضرب، الترهيب، حرق الممتلكات، سرقة قطعان الاغنام اللتي تعتبر مصدر الزرق والمعيشه الوحيد، فالثروه الحيوانيه هي مصدرهم الوحيد. وبسبب المضايقات اصبح الاغلب يقوم ببيع قطعانهم والتهجير لمناطق اخرى بالضفه الغربيه لينجوا بحياتهم وعائلاتهم. فكانت الهجره الاولى في النكبه الاولى بسنة 1948 حيث كانوا يسكنون منطقة النقب وتم تهجيرهم لمنطقة الخان الاحمر، وهاهم بصدد هجره اخرى او الصمود والتعايش مع الخطر اليومي اللذي يهدد سلامتهم وحياتهم.
وبنهاية اليوم تمنت كل مجموعة للنساء للمجموعة الاخرى بالنجاح بالمشروع ووعدن بتكرار الزيارات والتمني ان تستطيع مجموعة الجهالين من زيارتنا وحملونا امنياتهن ان نحاول دمجهن بمشاريع اخرى تساهم بتحسين ظروف معيشتهن …. وفارقناهن مثقلات شعوريا وذهنيا.