من أجل الإطاحة بحكومة حماس في غزة، والإطاحة بحكومة نتنياهو واستبدالها بحكومة ديمقراطية تضمن الحرية والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين
في يوم السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر، ارتكبت جريمة ضد الإنسانية في جنوب إسرائيل. أغار مسلحو حماس على آلاف المنازل، وقتلوا، ونهبوا، وأحرقوا، وذبحوا المشاركين في مهرجان الطبيعة والسلام الدولي في غابة كيبوتس رعيم. لقد قُتل أكثر من ألف مدني أعزل بدم بارد. وتم إدخال آلاف الجرحى إلى المستشفيات، وتم جر أكثر من مائة مدني، بمن فيهم الرضع والأطفال والنساء، إلى غزة كرهائن. لقد تعرضت النساء للاعتداء والإهانة والعرض عاريات في شوارع غزة ونشرت صورهن المهينة في الشبكات الاجتماعية وجر الأطفال والمعاقين على الكراسي المتحركة والمسنين الى الاسر في غزة كرهائن.
إن هذه الأفعال الغير انسانية لم يرتكبها أفراد الذين وصلوا الى حالة الانفجار الداخلي نتيجة الحصار الإسرائيلي الذي طال 17 عام على قطاع غزة. لقد كان هذا العمل مخططًا ومنظمًا جيدًا، وشارك فيه أكثر من ألف مسلح، ونفذته منظمة إرهابية، حظيت بدعم وتمويل قطر ونظام الملالي في إيران.
لقد سيطرت حركة حماس على قطاع غزة عام 2007 في انقلاب عنيف ضد السلطة الفلسطينية. ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، فرضت حكمها المرعب على أراضي هذا البلد المنكوب، وجعلت سكان غزة رهينة لأطماعها الأصولية. ومن المفارقات أن إسرائيل، بقيادة نتنياهو، تعاونت مع حماس التي يرى بها نتنياهو عنصرًا “مفيدًا” الذي يساعده في إحباط التسوية السياسية مع الفلسطينيين التي تحتّم على اسرائيل الإنسحاب وفك المستوطنات.
وفي كانون الثاني/يناير 2023، تم تشكيل حكومة نتنياهو السادسة، والتي أعطيت فيها مناصب رئيسية لعناصر فاشية متطرفة. وعملت هذه الحكومة منذ اللحظة الاولى على هدف واحد وهو تنفيذ انقلاب نظامي محوره القضاء على استقلال النظام القضائي، وذلك لمنع أي احتمال لانتقادات وعوائق لخطتها لضم الضفة الغربية وبالتالي القضاء على اية فرصة للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين. وفي نفس الوقت الذي روّجت فيه حكومة نتنياهو لانقلاب النظام، تفاوضت على التسويات مع حماس، مما أعطى المنظمة شرعية مُطلقة باعتبارها الحاكم الوحيد والقوي لغزة.
وأمام السياسة الخطيرة التي ينتهجها نتنياهو، والتي هددت بتحويل إسرائيل إلى دولة دينية دكتاتورية، نشأت في إسرائيل حركة إحتجاج غير مسبوقة، شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين. وهذه الحركة، التي أعلنت لأول مرة في تاريخ البلاد النضال من أجل الديمقراطية، تعارض نظام الفصل العنصري وإحكام سيطرة المستوطنين على الضفة الغربية. وليس من قبيل الصدفة أن يصل الصراع بين حركة الاحتجاج وحكومة نتنياهو إلى ذروته، عندما أعلن آلاف من جنود الاحتياط والطيارين وكبار الضباط أنهم سيرفضون الخدمة في الجيش إذا ما تحولت إسرائيل لدولة دكتاتورية.
كل شيء تغير صباح السبت 7.10 حيث وقوع المجزرة التي نفذتها حركة حماس شكّل التغيير الجوهري لقواعد اللعبة. هذه المجزرة الرهيبة كشفت عن وجهها الحقيقي كتنظيم إجرامي وليس كحركة تحرر وطني. ان مقاتلو حماس ليسوا مناضلين من أجل الحرية بل اناس عدميين ينبذون كرامة الإنسان وحريته. تبين ان حماس ليست أكثر من الشقيق التوأم لتنظيم داعش الإرهابي، هدفها زرع الموت والفوضى.
وفي الوقت نفسه، انكشفت حالة الإرهاق والإفلاس التي تعاني منها حكومة نتنياهو بالكامل. حكومة يمينية “كاملة” تكلمت عن أمن المواطنين، وخلال الاختبار تخلت عنهم وتركتهم دون حماية في حين ركزت معظم القوة العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية لحماية المستوطنين.
على خلفية هذه التطورات الخطيرة تعلن نقابة معًا بانها تدعم بشكل كامل ما صرح به الرئيس الامريكي جو بايدن الذي يقود المعسكر الديمقراطي في العالم والذي أعلن الإثنين 10.10 عن موقف الولايات المتحدة الداعي الى اسقاط سلطة حماس والقضاء على الخطر التي تشكله على الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
وبعد الانتهاء من هذه المهمة تقف امام حركة الاحتجاج ومئات الآلاف من ناشطيها مهمة إضافية، العمل على اسقاط حكومة نتنياهو المتطرفة والمفلسة. بدلاً من حكومة الشر والفساد، سنعمل، جنباً إلى جنب مع حركة الاحتجاج، على بناء بديل سياسي ديمقراطي جديد في إسرائيل، يمنح الامل والمستقبل لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، ويفعل لبناء مجتمع واقتصاد على اسس المنطق والسلام.
وباعتبارها منظمة توحد الإسرائيليين والفلسطينيين في صفوفها، تعارض معاً الأصوات التي تربط جميع الفلسطينيين بحماس. نحن نرفض بشكل قاطع الدعوات لتدمير قطاع غزة ونصر على ان هناك فرقًا كبيرًا وجوهريًا بين حماس وبين الشعب الذي يرزح تحت وطأة الاحتلال. إن الحرب ضد حماس التي لها التبرير بسبب جرائم الحركة ضد المدنيين يجب أن تتم مع الحفاظ على القانون الدولي الذي يحظر إيذاء المدنيين.
علينا ان نناضل في الوقت نفسه ضد حماس وكذلك ضد نتنياهو وسموترتش وبن غفير. إنها حرب ضد التطرف الديني المسياني في كلا الطرفين. طرفا الصراع المتطرفان يعملان دائما بخدمة الطرف الاخر.، هؤلاء لا يمثلون الشعوب التي تريد العيش بحرية وأمان.