القت وفاء طيارة – المسؤولة من نقابة معا العمالية والنشيطة في حزب دعم العمالي – خطابا مركزيا في مظاهرة الاحتجاج يوم السبت الاخير في بردس حنة. وكانت مظاهرات السبت مثابة الانطلاقة الجديدة للحراك الاجتماعي الاحتجاجي في اسرائيل بعد شتاء اتسم بنوع من السلبية.
وقد جاءت المظاهرات في كل من تل ابيب والقدس وحيفا وبرديس حنة يوم السبت 12/5 لتؤشر ان الجمهور وسيما الشباب في المجتمع الاسرائيلي لا يزال يختزن طاقات احتجاجية قوية. مظاهرة بردس حنة كانت احدى المفاجئات اذ شارك هناك المئات من المواطنين رغم ان التوقعات كانت لعدد قليل. ويعبر ذلك عن ان هناك استعداد ايجابي من قبل قطاعات هامة في المجتمع الاسرائيلي للخروج الى الشارع تعبيرا عن سخطهم من السياسة العامة وسيما من صفقة الحكومة الاخيرة التي ادت الى الغاء الانتخابات المقررة.
وكانت وفاء طيارة المتحدثة العربية الوحيدة في المظاهرة لكنها قوبلت بتصفيق حار من قبل الجمهور. ودعت طيارة الى تجديد حركة الاحتجاج وذلك لانه كل ما طرح في الصيف الماضي من مطالب وحاجات ملحة لم يتم تلبيته بتاتا وبقيت الامور على حالها. وقارنت وفاء بين الوضع في قرية كفر قرع التي تسكن بها وبين بردس حنة وقالت ان هناك مشكلة البطالة للنساء ومشكلة السكن للفقراء وتدهور حالة المدارس ومشكلة خطيرة تخص الشباب الذين يتخرجون من المدارس بجيل 18 دون تاهيل مهني ودون فرصة لمكان عمل ثابت ويشكلون ركيزة لاستغلال المقاولين وشركات القوى البشرية. النساء العربيات لهن وضع متازم تحديدا بسبب غياب اماكن العمل اذ توصل نسبة البطالة في صفوفهن الى 80%، حيث لا توجد مصانع ولا محلات تجارية ولا مستشفيات وعندما تخرج المراة العربية الى العمل في الزراعة تجد امامها العمال الاجانب الذين تسمح الحكومة للمزارعين باستيرادهم بكميات كي يكونوا عبيد لدى المزارعين ويغلقون بالتالي اية فرصة للعمل امام النساء العربيات.
واكدت طيارة ان ادعاء نتانياهو بان العرب والمتدينين هم عبء على اكتاف الحكومة التي يجب ان تمولهم هو ادعاء كاذب وان الحكومة هي العبء على اكتاف الجمهور. ان العمال العرب والنساء والشباب هم قوة جبارة تريد ان تتطور وتتقدم لكنهم يواجهون سياسة منهجية تخدم ارباب العمل ورؤوس الاموال على حساب العمال.
وعن حكومة الوحدة الجديدة بين نتانياهو وموفاز قالت المتحدثة باسم دعم حزب العمال: “هل يعقل ان 94 عضو كنيست ينضمون للائتلاف الحكومي بينما الشعب يعاني الامرين ولا يثق في الحكومة؟ في الواقع هذه ليست حكومة ذات قاعدة واسعة بل ملجأ لبعض السياسيين المفلسين الذين يخافون غضب الجمهور ويختبئوا عند نتانياهو. ومن المقرر ان تقوم الحكومة باستناد الى الائتلاف الواسع بخطوات صارمة بحق العمال وزيادة الاسعار والضرائب مما يدفع ثمنه جمهور العاملين.
ودعت وفاء طيارة الى تبني سياسة نحو السلام ووقف المحاولة لجر النقاش والراي العام الى مسالة الامن والازمة مع ايران والى وقف السيل من القوانين العنصرية التي تعمق الكراهية بين اليهود والعرب. وقالت: العدالة الاجتماعية التي كانت محور الحراك الاجتماعية في العام الماضي هي موضوع هام وتجمع بيننا جميعا عربا ويهود. لكنها ستكون ناقصة اذا لم نضف اليها موضوع المساواة وموضوع السلام. ان العامل الاساسي لعدم التقدم نحو السلام والمساواة والعدل الاجتماعي هو سياسة الحكومة العنجهية والمعادية للعمال التي تخلق التوتر والازمات والافلاس.
وفي ختام كلمتها اثنت طيارة على الاحتجاج الاجتماعي في العالم كله التي كانت مظاهرات يوم السبت جزءا منه. وقالت ان ناشيطي حزب دعم ونقابة معا كانوا منذ اللحظة الاولى في الصيف الماضي جزء لا يتجزأ من الحراك الاحتجاجي في اسرائيل لاننا راينا فيه جزء من حركة عالمية التي تشمل الثورات والمظاهرات الجماهيرية في القاهرة وتونس ودمشق والبحرين واسبانيا ونيو يورك وهي تحمل جميعها نفس الشعارات ونفس الاهداف – الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.