صوت كافة عمال مصنع “ياميت سينون” في اجتماعهم مع مندوبي نقابة معا امس الثلاثاء 20/10 على اقتراح النقابة الإعلان عن نزاع عمل وإضراب. وبموجب ذلك وبعد ان أبلغت النقابة، وزارة العمل والادارة بهذا الامر، تقرر انه ابتداءا من تاريخ 4/11 (بعد أسبوعين) سيبدأ العمال بقيادة نقابة معا باضرابات احتجاجية على ظروف عملهم. ويأتي ذلك بموجب قانون العمل الإسرائيلي الذي يحدد مهلة 15 يوما بين الإعلان عن نزاع عمل بشكل رسمي وبين المباشرة في الإضراب.
وبما ان النقابة تتصرف بموجب القانون يصبح بالتالي الاضراب الذي سينفذه العمال ضمن هذه الإجراءات اضرابًا قانونيًا لا يمكن لصاحب العمل ان يعاقب العمال على المشاركة به كما انه يحظر على الشركة تجنيد عمال جدد بدل العمال المضربين.
من الجدير ذكره انه يعمل في مصنع ياميت سينون لانتاج أدوات متطورة لخدمة عملية ري الأراضي الزراعية، 75 عامل من سكان مدينة طولكرم وضواحيها. ويقع المصنع في المنطقة الصناعية “نيتساني شالوم” القائمة على حدود مدينة طولكرم والجدار الفصل.
ويعمل العمال الفلسطينيون في الشركة منذ اكثر من عشرين عاما ولغاية اليوم لم تفتح لهم الشركة صندوق تقاعد ولم تدفع بدل النقاهة ويعمل اغلب العمال باجور لا تتعدى الحد الأدنى. وحتى بعد ان اتفقت الشركة مع العمال في عام 2016 على تعويضهم عن السنوات السابقة وتحديد اتعابهم حتى هذا الموعد بقي العمال دون علم بحقيقة ما فعلته الشركة بالمبالغ التي تم الاتفاق عليها ولا تزال تخفي عنهم المعلومات عما تم ادخاره باسمهم مما يزيد الشك عند العمال بان الشركة لم تفتح اصلا حسابات باسمهم وتنكرت للاتفاق التي وقعته.
على هذه الخلفية قرر العمال الانضمام الى نقابة معا وفي شهر كانون ثان 2020 وقع الأغلبية الساحقة من العمال مستندات العضوية وأصبحت معا النقابة التمثيلية لهم. باعتماد ذلك توجهت النقابة للشركة على امل ان يتم التفاوض على اتفاق يرتب علاقات العمل بشكل منظم وهو اتفاق جماعي لشركة ياميت سينون.
الا ان الشركة ماطلت في الرد على توجه النقابة وبعد الجلسة الأولى في شهر شباط جمدت الاتصالات بذريعة وباء كورونا. وعندما انتهت فترة الاغلاق الأولى وعادت الأمور الى مسارها الاعتيادي بدأت الشركة بتنفيذ خطة اشفاء في المصنع واقدمت على فصل اكثر من 20 عامل وقلصت ساعات العمل في المصنع في الوقت الذي ترفض به الدخول في المفاوضات على اتفاق جماعي مع النقابة.
ويعتبر الإعلان عن نزاع عمل إشارة الى إدارة شركة ياميت سينون بان صبر العمال والنقابة قد نفذ وانهم بانتظار خطوات ملموسة تشير الى التزام الشركة بالقانون وبحقوق العمال. وقد صرح خليل شهاب عضو اللجنة العمالية في المصنع ان العمال موحدون في موقفهم وفي تمسكهم في نقابة معا وسيستمرون في معركتهم حتى تحصيل مطالبهم العادلة وتوقيع اتفاق جماعي واضح يزيل الغموض حول ظروف عملهم ويضمن شروط العمل وكذلك الشفافية لكشف حقيقة الاتعاب والتوفيرات التي يستحقونها.