في اطار المشروع الشبابي لنقابة معًا ” شبيبة من اجل التغيير الاجتماعي”:
في فعّالية مشتركة جمعت بين طلاب مدرسة الرينة الثانوية المشاركين في مشروع “شبيبة من اجل التغيير الاجتماعي” الذي تديره نقابة معًا وطلاب الصف العاشر في مدرسة هكفار هيروك في تل ابيب، التقى الطرفان يوم الخميس 20/1 من اجل النقاش وبناء جسور التواصل بينهم . واعتبر هذا اللقاء اختبارا على ارض الواقع لمبادئ حركة التغيير الاجتماعي التي تهدف البحث عن المشترك بين العرب واليهود، خاصة الطبقة العاملة والشرائح التي همّشها الاقتصاد الاسرائيلي الرأسمالي في العقدين الاخيرين، وباتت تواجه المصير ذاته، في كل ما يتعلق بالفوضى في سوق العمل، تدني الاجور وانعدام فرص العمل المنظم.
حول قصيدة الشاعر فاروق مواسي باللغة العربية والعبرية “قطرة العرق” دار النقاش بين الطرفين. القصيدة اختيرت بعناية لانها تفسر واقع المجتمع الاسرائيلي المتضرر من سياسة سوق المال الحرة والانعكاسات التي آلت اليها تلك السياسة على المجتمعين من فقر وبطالة واهمال. في اللقاء ومن خلال هذا المشروع تتوجه نقابة معًا لاطر ومدارس في الوسطين العربي واليهودي لبناء برنامج يضم سلسلة لقاءات تسعى للبحث عن المشترك، وللنظر بشكل نقدي على المجتمعين العربي واليهودي الذي وحدت سياسة الدولة الاقتصادية مصيريهم. فعندما نتحدث حول الفقر ندرك تماما ان الفقر لم يعد عربيا، الفقر والبطالة والعنف وسائر الآفات الاجتماعية تنخر في عصب المجتمعين ولهذه الظواهر اسبابها، عنصرية الدولة لم تعد ضد العرب فقط بل ضد الفقراء ايضا، وكذلك التمييز.
فاروق مواسي يكتب : “رأيتها تسيلُ قطرةَ العَرَقْ، تروي حكايةَ العذابِ والتَّعَبْ، وراءَها تنسابُ قطرةٌ فقطرةٌ، فيُغمَرُ الجَبينُ بالألَقْ”. مواسي يكتب عن عامل يخرج يوميا لصراع مع لقمة عيشه، مع ظروف عمله، لم يتحدث عن العامل العربي ولا عن العامل اليهودي، بل تحدث عن ظاهرة العمال الفقراء المستغلين، عمال تآكلت اجورهم وحقوقهم الاجتماعية، عمال عدوهم واحد الا وهو السياسة الاقتصادية التي تبنتها الدولة بعد ان استبدلت الدولة نموذج دولة الرفاة بالرأسمالية الشرسة التي تخدم قلة قليلة من اصحاب رؤوس الاموال.
لقد عبر الشبيبة عن القصيدة بشكل مُلفت للنظر واعطوا امثلة من حياتهم اليومية، طالبة من الرينة تحدثت عن جدها البالغ من العمر 58 ويعمل لدى مقاول دون حقوق اجتماعية، دون امان اقتصادي ودون صندوق تقاعد، طالب يهودي تحدث عن عمله في العطلة الصيفية في مطعم حتى دون قسيمة اجر. لقد بحثنا عن المشترك بين الطرفين والمشترك هو الهم اليومي الذي يواجه العمال يهودا وعربا، في المصانع كما في الكليات، شركات النقل او كما نسميهم عمال المقاول في البنوك كما في المدارس، المستشفيات وغيرها.
كان اللقاء محاولة لصب الجهود في البحث عن المشترك، لذلك ساد اللقاء والنقاش جوا خاصا من الحماس والتفاعل الايجابي بين الطرفين كونهم يعيشون نفس الواقع ويسعون من خلال المشترك للتغيير الاجتماعي ولبناء مجتمع افضل يعيش فيه الشعبان بمساواة حقيقية.