اتفاق جماعي ينظم أجور وظروف عمل المعلمين في مركز الموسيقى في رأس العين، تم توقيعه يوم 4/1/2016 بعد مفاوضات طويلة. رئيس البلدية السيد شالوم بن موشيه والذي يشغل أيضاً منصب رئيس الجمعية التي تدير مركز الموسيقى، وقع على الإتفاق الجماعي مع نقابة العمال “معاً” ومع لجنة مدرسي الموسيقى. سيتم تطبيق الاتفاق في أثر رجعي منذ بداية كانون ثاني 2015.
لأول مرة سيجصل مدرسو الموسيقى على أجور عن شهر آب، يشمل عطلة مدفوعة الأجر. سلم الأجور سيتم احتسابه وفق الأقدمية المهنية، اللقب الأكاديمي والتجربة الفنية، بما يعوض مدرسين قدماء لم تتوافق أجورهم مع قدرتهم وعطائهم، ويفتح أفقاً للتقدم أمام مدرسين شباب. تم تحديد علاوات في الأجور مخصصة لتدريس مجموعات موسيقية (كورال وأوركسترا).
يشكل هذا الإتفاق بُشرى لمدرسي موسيقى كثيرين في البلاد لا يتم التعامل معهم كأصحاب تخصصات تعلموا وعملوا سنوات طويلة في مجال الموسيقى إنما ك”مانحي خدمات” بدون أي حقوق إجتماعية. الكثير من مدرسي الفنون والموسيقى في إسرائيل يُدرّسون في مراكز تابعة للبلديات وفي المدارس ولكن يتم احتساب أجورهم وفق ساعات العمل بدون أي تعويض عن حالات المرض، الأعياد، أو الفصل. إضافة لذلك، الكثيرين منهم لا بتقاضون أجوراً خلال فترة الصيف حين تتوقف النشاطات لمدة شهرين أو ثلاثة مما يجعلهم غير مستقرين مادياً وفي كثير من الحالات فإنها تقطع تواصل تشغيلهم في مكان العمل.
أوريت غوري زولوطوب، معلمة موسيقى وعضو لجنة المدرسين قالت عن الاتفاق: “أنا سعيدة جداً للإستمرار في العمل بالموسيقى دون الإحساس المتعب بأنه ما من مقابل مناسب لعملي، وبدون غمامة نزاعات العمل والإضرابات. إنني فخورة بإنجازنا مع نقابة العمال “معاً” وآمل جداً أن يأخذ كل مدرسي الموسيقى في البلاد هذه السابقة بخطوة للأمام وأن “يتنظموا”
الإتفاق في رأس العين تحقق نتيجة لظرفين – الأول كان مجموعة من المدرسين الذين قرروا المضي إلى النهاية في نضالهم ومن ثم القيادة والدعم التنظيمي والقضائي الذي منحته نقابة العمال طوال هذا المسار.
رافق هذا الإتفاق مخاضات وصعوبات كثيرة. تنظيم المدرسين في لجنة، إنضمامهم إلى “معاً” بدأت منذ شهر أيار 2013. في المرحلة الأولى رفضت البلدية البدء في المفاوضات بحجة أن اقتراب موعد الإنتخابات البلدية فإنه ممنوع عليها التفاوض حول الأجور. بعد الإعلان عن نزاع عمل تم الإتفاق على بدء المفاوضات في أيلول 2013، ولكن في تشرين أول من السنة ذاتها تم تغيير رئيس البلدية وتوقف كل المسار الذي كنا قد بدأناه.
في كانون الثاني 2014 أعلنت النقابة مرة ثانية عن نزاع عمل مطالبة بإجراء مفاوضات مع إدارة البلدية الجديدة. وفي خطوة إحتجاجية على المماطلة أقام مدرسي الموسيقى وطلابهم عرضاً موسيقياً أمام مبنى البلدية. ضغوطات هائلة تعرض لها المدرسين من أجل إلغاء العرض وعدم تعريض رئيس البلدية الجديد للإحراج دون فائدة لكنهم استمروا في الخطة وفي نهاية الأمر تمت دعوة المدرسين بعد الاحتجاج الموسيقي إلى داخل قاعة مجلس البلدية وهناك سمعوا رئيس البلدية شالوم بن موشية يعلن أنه ملزم بتصحيح الخلل التاريخي وأنه سيوقع معهم على اتفاق أجور مناسب.
في تشرين الثاني 2014 أعلن عن نزاع عمل جديد – هذه المرة على ضوء حقيقة أنه بعد الإتفاق على تفاصيل الإتفاق قدمت البلدية مسودة تتعارض مع الإتفاقات وعملياً فإنها لم تمنح المدرسين اية إضافات بالأجور. بعد إضراب إستمر يومين ومناقشات بين الأطراف في محكمة العمل في تل أبيب تم الإتفاق أخيراً في كانون أول 2014 على البنود المالية للإتفاق.
إلّا أنه تراكمت حينها العوائق القضائية التي أجلت توقيع المختصر على الإتفاق حتى حزيران 2015. وبما أنه حسب الإتفاق هنالك حاجة لتوقيع المسؤول عن الأجور في المالية على الاتفاق تأجل التوقيع النهائي والتنفيذ إلى أن يتم توقيع مسؤول الأجور. وحين تم ذلك أخيراً في تشرين ثاني، رفضت البلدية التوقيع ومرة أخرى تم الإعلان عن نزاع عمل للمرة الرابعة. فقط من خلال هذا الضغط تم التوقيع على الإتفاق في 2016-1-4.
الطريق الطويلة والصعبة هذه أدت إلى تأجيل التنفيذ ولكن العلاوات التي تم الإتفاق عليها سيتم دفعها بأثر رجعي منذ 2015-1-1 أي سنة للوراء. وهكذا فإن المدرسين سيحصلون على تعويض كامل عن كل السنة الماضية التي تأخر فيها تنفيذ الإتفاق. الحديث يتم هنا عن علاوة أجور ملموسة وسلم أجور يتقدم مع الوقت وينتج أماناً وإستقراراً كانا ينقصان المدرسين.
في نقابة العمال “معاً” نلخص هذا المسار بالرضا الكامل ونؤمن أن التوقيع في رأس العين يفتح الطريق أمام تنظيم مدرسي الموسيقى في عشرات المراكز المشابهة في أنحاء البلاد والتي يعاني فيها المدرسون من ظروف تشغيل مسيئة وأجور متدنية وتحديداً غياب الأمان وإستمرار التشغيل. نقابة العمال “معاً” ينظم بين صفوفه مدرسي فنون في عدد من كليات الرسم، التصوير والإعلام واليوم ينضم إليهم مدرسي الموسيقى.
الحديث يدور هنا عن مجموعة تضم آلاف المدرسين والذين غالبيتهم ينتمون إلى الطبقة الوسطى من اليهود المتعلمين – ليس قليلاً منهم فنانون لهم مكانتهم في الساحة – ولكن رغم ذلك فإنهم يعانون من سوء تنظيم عملهم ومستوى دخلهم متدني. حل التناقض ما بين المكانة الإجتماعية وبين ظروف الحياة وتعامل المُشغّل – بعضهم بلديات وجمعيات أهلية – يكون من خلال التنظيم. أبواب نقاية العمال “معاً” مفتوحة أمام مدرسين آخرين يعيشون على جلدهم الننائج الكارثية للرأسمالية النيوليبرالية المتحكمة في كل الزوايا.
من الجدير ذكره أن العملية الطويلة لتوصل إلى إتفاق في رأس العين قد رافقتها المحامية آية برطنشطاين، المستشارة القضائبة لنقابة “معاً”، وبمساعدة المحامين موران سبوراي وأمير باشا.