قررت عدة مؤسسات وتنظيمات اهلية في القدس تشكيل تحالف دائم للمطالبة بظروف إنسانية لطالبي العمل في مكتب العمل في القدس الشرقية. وقد تم ذلك خلال اجتماع شعبي عقد يوم الخميس 17/12 في قاعة جمعية العناية الاهلية في القدس بحضور العشرات من العمال والعاملات الذين يتوجهون الى مكتب العمل ويعانون من ظروف إستقبال صعبة ومهينة.
وقد شارك مندوبون عن المؤسسات التالية : نقابة معا العمالية، مركز حقوق الفرد، جمعية عطاء، مؤسسة “إنكلوجين”، العيادة القانونية في كلية الحقوق في الجامعة العبرية. وقد كانت عريفة الاجتماع الناشطة رانية صالح من معا التي اطلقت الدعوة للجميع للوقوف معا من اجل حقوق طالبي العمل في مكتب العمل في القدس.
وقد تكلم الناشط يوآب طمير، من نقابة العمال معاً، وقال انه “من غير المعقول أن تطلب السلطات من الحاصلين على مستحقات المعيشة والباحثين عن العمل، الإمتثال في المكتب مرّة كل أسبوع، وهؤلاء يضطرون للوقوف فترة طويلة بدون ظروف انتظار مناسبة، وأحياناً في ظروف طقس صعبة، دون حماية من المطر، الثلج أو الشمس الحارقة، بدون مراحيض، مياه شرب أو مقاعد.
وقد أشار المشاركون إلى صعوبتين إضافيتين: كل المعاملات الورقية في مكتب العمل في القدس الشرقية هي باللغة العبرية، المتداوله داولاة في لجنة الإستئناف واللجنة الطبية تتم باللغة العبرية من دون وجود مترجم. فإذا كانت مستحقات المعيشة لطالبي العمل مشروطة بالإمتثال فإن مكتب العمل ملزم بتقديم ظروف مناسبة ومحترمة.
كمال عبدو من شركة إنكلوجن قام بالإطلاع على ظروف الإمتثال وإمكانية الوصول لمبنى مكتب العمل بالمقارنة مع ما يطلبه القانون، وأظهر أن ظروف الوصول إلى المكتب لا تتوافق مع ما يطلبه القانون، والطريق الواصلة إلى المكتب تمر عبر طريق ترابية صخرية حادّة.
المحامية بانة شغري بدارنة من عيادة القانون الدولي في كلية الحقوق في الجامعة العبرية، أكدت على أن دولة إسرائيل إلتزمت في المحكمة الدولية لحقوق الإنسان بمنح حق الوصول إلى المؤسسات العامة لغوياً وفعلياً، وأن تأمين الوصول ملزم وفق حقوق العيش بكرامة.
المحامية عبير جبران دكور من مركز حماية الفرد اطلعت الجمهور على الشكوى التي قدمها المركز عام 2002. موضوع الشكوى كان إيجاد حلول للطوابير الطويلة وظروف الإنتظار الغير مناسبة في المدخل إلى المبنى. نتيجة لتقديم هذه الشكوى، تم إخراج ماكينات الإمتثال الأوتوماتيكية إلى خارج المبنى وذلك لتقليص فترة إنتظار طالبي العمل في الدور للدخول إلى المبنى. حسب إدعاء وزارة الداخلية ومكتب العمل فإن هذه الخطوة قد خففت بشكل كبير وقلصت عدد طالبي العمل المنتظرين في الدور. ولكن بحسب تقارير من المتوجهين إلى المكتب عن الدور الطويل للمنتظرين النابع كما يبدو من خلل في أداء الماكينات الموضوعة خارج المبنى. مركز حماية الفرد يواصل الإهتمام بالموضوع.
داوود عليان من مركز عطاء أشار في حديثه إلى حقيقة أن غالبية الوثائق موجودة باللغة العبرية تمثل عقبة، أحياناً لا يمكن تجاوزها، أما طالبي العمل الذين يضطرون إلى المجيء إلى مركز عطاء الذي يعمل على تحقيق الحقوق مقابل مؤسسة التأمين الوطني، لفهم معنى المكتوب في الوثائق التي استلموها، أو لتعبئة طلب.
مساء المؤتمر أرسل السيد أهرون خوطوبلي، مدير منطقة القدس في مصلحة الإستخدام، جواباً للتقرير الذي نشرته نقابة العمال نهاية شهر تشرين ثاني والذي يعالج أداء مكتب العمل في القدس الشرقية وظروف الإمتثال فيها تحت عنوان”رفض طلبات مستحقات المعيشة في القدس الشرقية: الدائرة المفرغة” ووعد ببناء سقف فوق ماكينات الإمتثال قبل نهاية شهر كانون أول 2015. نقابة العمال “معاً” تفحص ما إذا كان هذا السقف يقدم إجابة كافية لمشكلة المطر.
لقد قرر إئتلاف المنظمات متابعة ظروف الوصول الى مكتب العمل، وستستمر المتابعة حتى يصبح ير الوصول سهلاً لجمهور العمال والعاطلين عن العمل المقدسيين.