اننا نواجه خلال الأيام الأخيرة، واقعا قاسيا وصعبا: قصف مكثف لقطاع غزة لسلاح الجو الإسرائيلي، اودى بحياة 100 شخص، بينهم أطفالا وآلاف الجرحى. إضافة الى تدمير مكثف للبنى التحتية وهدم المنازل. إطلاق مئات صواريخ القسام على المدن الإسرائيلية، أسفر عن سقوط 6 قتلى وعشرات الجرحى والدمار. قمع مظاهرات برصاص حي في الضفة مما ادى الى مقتل 4 اشخاص. اشتباكات عنيفة بين السكان اليهود والعرب في العديد من المدن الاسرائيلية واعتداءات على الممتلكات وعلى ابرياء في كلا الطرفين.
في مواجهة هذه الموجة الخطيرة من العنف والكراهية، ترفع معًا كنقابة عمالية اليوم الدعوة لوقف العنف والدمار وإنقاذ الأرواح. نداءنا ينسجم مع صوت طاقم الاطباء والعاملين في مستشفى رمبام، الذين خرجوا بدعوة عاطفية للحفاظ على الأخوة بين اليهود والعرب وعدم الانجرار إلى التحريض والعنف. معًا تدعم أي دعوة ومبادرة لوقف الحرب والعنف المُدمر في كلا الجانبين.
على القوى العقلانية ودعاة الديمقراطية والانسانية من الجانبين ألا تسمح لليمين الإسرائيلي العنصري من جهة وللتطرف القومي والديني الإسلامي من جهة أخرى بجرّ الشعبين إلى الهلاك.
في الوقت الذي تصاعدت به اصوات الصراع القومي والديني في المنطقة خلال الشهور الأخيرة، قامت نقابة معا باتمام المفاوضات المكثفة مع أرباب العمل وفي غضون شهرين نجحت النقابة من توقيع اتفاقيتين جماعيتين مهمتين للغاية. الأولى في مصنع رجوان والثانية في جمعية يد بيد. ويذكر ان هناك 55 عاملا من سكان السلطة الفلسطينية الذين يعملون في مصنع رجوان في عطروت شمال القدس وتضمن الاتفاقية حقوقهم. في المقابل الاتفاق مع جمعية يد بيد للتعليم ثنائي اللغة والتي تشغل 250 موظف ما بين عرب ويهود يضمن حقوق هؤلاء ويكرس وحدتهم وراء النقابة.
يدرك عمال رجوان ويد بيد وآلاف العمال الآخرين الذين انضموا إلى صفوف نقابة معًا أنه لا مجال للفصل بين العرب واليهود في صفوف نقابة معا لأننا جميعًا متساوون.
نحن نستمد قوتنا والهامنا بالتطورات الهامة التي يمر بها العالم وخاصة اتخاذ الإدارة الجديدة في واشنطن بقيادة الرئيس جو بايدن خطوات نحو التضامن الدولي في مكافحة أزمة المناخ، وبناء دولة الرفاه وتعزيز النقابات العمالية.
ندعو كل الحركات والشخصيات التي في وسعها التأثير على الوضع للعمل المشترك من اجل إنهاء الحرب ووقف العنف ومنع إيذاء المدنيين الأبرياء من الجانبين.
ندعو إلى شراكة فلسطينية اسرائيلية عابرة للحدود، كي تصمد في وجه المتطرفين من كلا الجانبين وتساعد في بناء مجتمع متساو، الذي يعتمد على اقتصاد أخضر يضمن للجميع الحياة الكريمة بغض النظر عن الدين أو الجنسية أو العرق أو الجنس.